المسئولية في الحب
اعثر على نصفك الثاني:
تقول الأسطورة اليونانية القديمة إن الرجل والمرأة كانا كائناً واحداً في البدء، ثم قسمهما الله إلى نصفين، وأنزلهما إلى الأرض، وبداخل كل منهما الشوق لنصفه الثاني، حتى إذا ما التقيا، حنّ النصف للنصف، والناقص للاكتمال، وسعيا معاً للاتحاد من جديد، فإذا وجدت نصفك الثاني، فلا تدخر جهداَ في سبيل الاتحاد به.
تأكد من حقيقة مشاعرك:
ولا تدع نفسك عرضة للأحلام الفضية أو الذهبية، ولا ترفع الراية البيضاء أمام جيوش الوهم والخيال، واحسم موضوعاتك بنفسك، لا تنتظر مساعدة من أحد، أو دعماً خارجياً، وتأكد من حقيقة مشاعرك، لأن التأكد هو الذي سوف يدفعك للقيام بخطوات إيجابية، تكفل لك الارتباط بمن تحب للأبد، وكلما ازددت تأكداً أن هذا هو نصفك الثاني بحق، ازددت إصراراً على بذل الجهد من أجله، ومن أجل نفسك، واستعذبت الألم في سبيله، ولم تدخر جهداً، أو تتكاسل، عن طرق باب فيه الخير لكما معاً مهما كان شاقاً أو صعباً.
كن مسئولاً:
وإذا ملك الإنسان قراره، فهو قد أصبح مسئولاً، وإذا أصبح مسئولاً، فهو يواجه المجتمع والقانون والناس، ويضع نفسه بنفسه أمام تحديات لا حصر لها، وطموحات لا أول لها ولا آخر، ومع ذلك فما أشد متعته، وما أكمل فرحته، حينما ينجح في الوفاء بما قطع على نفسه من عهود، وفي إيصال ما في رقبته من حقوق لأصحابها، والقيام بكل ما فرضته عليه هذه المسئولية. وفي الحب كما في الحرب لا بد من تحمل المسئولية من أول ثانية حيث للوقت ثمنه، وللأخطاء نتائجها التي لا يمكن تعويضها.
حدد أهدافك بوضوح وواقعية:
كن صادقاً مع نفسك، وفي ضوء ما تملك من إمكانيات، وما يحيط بك من ظروف، ضع الأهداف التي يمكنك فعلاً تحقيقها، ولا تتخطَ المعقول ولا تشطح بخيالك لبعيد، حتى لا تشعر بخيبة الأمل إذا لم يحالفك التوفيق، ولا تضع كذلك أهدافاً تافهة لا تتناسب مع إمكانياتك، حتى إذا نجحت في تحقيقها، لم تجد من الرضا والراحة النفسية والسعادة ما يعوضك عما بذلته من جهد ومشقة، وأضعته من وقت وتفكير.
افهم الحب جيداً:
افهم الحب كما هو وليس كما تتمنى أنت أن يكون، فالحب ليس قصيدة غزل وأغنية عاطفية ونزهة تلو النزهة في ضوء القمر مع من تحب فحسب، إنما هو مخلوق حي، يكبر ويترعرع في قلب المحبين معاً، وتزيد مطالبه مع الوقت، ويصرخ بحقه في الحياة الكريمة، وفي توفير كل ما يلزمه ليشتد عوده ويصبح قادراً على الصمود وعلى التحدي. ويظل يمنحنا من نعمه ومن فيضه، ويحجز لنا كرسياً دائماً في مسرح السعادة والبهجة والرضاء عن النفس وعن الحياة، وكلما نجحنا في منح الحب ما يحتاج إليه وما يطلب، تحقق لنا من سحره ما يعوضنا عن كل ما بذلنا من جهد وعناء، وكلما قصّرنا فيما يجب علينا تجاهه، وأهملناه، وتجاهلنا احتياجاته، وجدناه يعتزلنا ويقاطعنا، ويرينا من نفسه ما لم نتصوره قادراً عليه!
كن مخلصاً:
لا تقارن بين من تحب وأي إنسان آخر، فلكلٍ صفاته وميزاته وعيوبه، وربما المقارنة تنشب في روحك بذور القلق والتوتر، وتضعف من عزمك وقدرتك، واعلم أن الحب هو الذي يتخطى العيوب ويحلق فوقها، والمحب هو الذي يرى في محبوبه ما لا يراه سواه، وأن تحب إنساناً لمحاسنه فهذا ليس حباً، ولكن أن تحب إنساناً رغم عيوبه فهذا هو الحب.
لا تدع الخلافات تترك أية بصمات على روحك:
لابد للخلاف من حين لآخر أن يطرق أبواب العلاقات الإنسانية، مهما كانت درجة الارتباط، ومهما كان الحب قوياً ومتماسكاً، والتفاهم تاماً وكاملاً، ووقت الغضب لا بد من التزام الهدوء من كلا الطرفين، وبحث الموضوع بأمانة، وعدم اللجوء للتجريح، والإهانة، وتذكر الماضي المؤلم، وتقليب دفاتر الخلافات التي انتهت، إذ كما مضت صعوبات كثيرة من قبل، سوف تمضي هذه المشكلة أيضاً، ولا يتبقى من النار سوى دخانها، أو هذا ما ينبغي أن يكون. وربما لا يكون الخلاف إلا فرصة رائعة لاكتشاف الآخر أكثر، ومعرفة طباعه أكثر، والارتباط به أكثر وأكثر، إذ ربما الحزن المشترك والخلاف والمصالحة ربما تقرب بين القلوب أكثر مما يفعل الفرح المستمر.
كلمة في أذن كل شاب:
يجدر بالشاب أن يوطن نفسه على أن المرأة مخلوق عاطفي لا يقتنع بالمناقشة والمنطق، قدر ما يقتنع بالملاطفة والصبر والصمت، وأنها تعيش أسيرة لأعصابها أكثر حياتها! وما أشبه نفسيتها وانفعالاتها بأمواج البحر، وعلى الرجل إذن وقد تعلم هذه الحقيقة ألا يفرّط في هدوء أعصابه، ويظل أبداً كالبحار الذي يواجه بسفينته العاصفة، فهو يرخي الشراع وينتظر، ويأمل، حتى تنقضي العاصفة، دون أن يفقد حبه للبحر!
كلمة في أذن كل فتاة:
الرجل طفل المرأة الكبير، من بطنها خرج أول مرة، وبين يديها تربى ونشأ، ونحوها يسعى طوال عمره، وهو لا يفقه إلا لغة الحنان والرقة والعطف، ولا يتصور عن المرأة إلا أنها بلاد الفرح والرعاية والرحمة والتسامح، ومهما كان انفعاله عارماً، وغضبه لا يُبقي ولا يذر، فكلمة لطيفة، وربتة حانية، وصمت معبر، قد يُلقي على نار الغضب دلواً باردا من الماء. والرجل سريع الغضب ولكنه سريع الرضا أيضاً، بشرط أن يجد من يتفهم طفولته، ويغفر أخطاءه، ويحتوي أحزانه، ويقدر تعبه، وما يبذل من جهد في سبيل من يحب.
الحب مشروع استثماري:
والحب مثله مثل أي مشروع في حياتنا لا يكفي أن ينجح في البداية، بل لا بد من مداومة بذل الجهد المخلص والمتواصل للاحتفاظ بهذا الحب، وتخطي العقبات والتغلب على المشاكل والصعاب.
كن متفائلاً:
فأي شيء يقدم عليه الإنسان في حياته لا يمكن الوثوق مائة بالمائة من نجاحه مقدماً، مهما صحت عليه نيته، وتوافر له كل الحماس والعناية والصبر، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأكثر من شخص واحد وعلاقة إنسانية خاصة سوف تربطهما، ولكن مع ذلك فإذا انعدمت الثقة بالنجاح من البداية فالفشل مؤكد لا ريب فيه.
السعادة الحقيقية في دوام القليل وليست في كثرة الزائل:
والحب الرومانسي مهما كان ممتعاً ومليئاً بالأحلام والخروج على المألوف، إلا أنه ليس الشكل الوحيد للحب، كما أنه ليس الشكل الأكثر بقاءً واستمراراً، وإن كان مطلوباً في بداية التجربة وفي طفولة الحب، فلابد بعد قليل -بعد أن يكون قد أدى ما عليه ووطد العلاقة- أن يفسح المجال للحب الواقعي الذي هو خليط متجانس من الرومانسية والعقل، والذي تقوم عليه العلاقات القوية التي تصمد أمام الريح، فأمام الظروف المادية أو الاجتماعية لن يكفي أن نلقي قصيدة شعر، أو نغني مقطعا من أغنية عاطفية رقيقة، وإذا كان الإنسان صادقاً فيما يشعر به، فهو من نفسه، يفكر بعد قليل بشيء من العقل، كيف يمهد الظروف لكي يجتمع مع حبيبه برباط موثوق، يقاومان تحت لوائه أية مشاكل أو صعاب.
ابدأ فوراً:
لا تُضع لحظة واحدة من وقتك أو شبابك أو طاقتك فيما لا يفيد، وإنما ابدأ منذ اللحظة في حشد كل ما تستطيع من إمكانيات، وتجميع كل ما تقدر عليه من أسلحة، وانزل فوراً لمعركة الحياة غير خائف أو مضطرب، وإنما مليئاً بأمل قوي في الله ثم في نفسك ومن تحب، ومدركاً أنه كلما زاد التعب قبل أن تصل لما تريد، زادت متعتك به وسعادتك بتحققه، وكلما أخلصت في طلب أمر حلال مد لك الله يد العون ولم يتركك وحدك أبداً.